لا بداية للجنون كي أبدأ.. ولا نهاية له كي أختم..
لا خيط أمسك به كي أحلّ اللغز.. فهذه الفوضى متاهة عنكبوتية من انعدام المنطق لا حل لها..
وما المنطق؟ سوى رؤيتنا الشخصية وحكمنا الشخصي على ما هو عقلاني وعلى ما هو.. مجنون..
ربما أنا المجنونة.. والعالم سليم..
سليم من هذا الحقد الذي ربما لا يراه أحد سواي..
سليم من هذا الغباء الذي ربما يكون أذكى من إدراكي وحدي..
سليم من هذا التخلّف.. الذي ربما لا يتخلّف سوى عن آرائي..
سليم ربما من تحليلاتي.. التي ربما لا تستحق سوى المراحيض..
ربما..
ربما أنا الأنانية، أنا الحاقدة على مجتمعات لا تفكّر مثلي..
ربما أنا الغبية.. لأنني لم أفهم مبدأ دوران الأرض..
هذه الدائرة التي تبدو لي كحلقة مفرغة.. مفرغة من المعاني والمنطق..
مفرغة من الإنسانية..
ربما توقّعت من أفنسانية أكثر من ما يمكنها أن تقدم..
ربما رفعت المعايير فلم يعد يعجبني شيء..
ربما..
ربما أردت أن لا يعجبني شيء لأنني لا أنشد سوى التأفف..
ربما أردت لحياتي أن تكون تنهيدة طويلة الأمد، وانعدام رضاً مستمر..
ربما..
ربما العالم بألف خير.. وأنا "العوجاء"..
ربما من الطبيعي أن يُقتَل الناس لأسباب تبدو عقيمة لي فقط، ومنطقية لسائر الناس..
ربما من الطبيعي أن يتعصّب الناس لأفكارهم (مهما كانت هذه الأفكار ومهما كانت توجهاتها).. ربما أنا "الرخوة" زيادة عن اللزوم تجاه أفكاري ومواقفي.. ربما عليّ أن أتعصّب..
ربما..
ربما هكذا تكون الإنسانية.. ربما هي فقط غريزة البقاء مغلّفة بمعدات أفقه تبرر الغرائز بالعقل..
ربما هذا العقل الذي لدي لا يمت بصلة لهذه البشرية.. ربما هو أدنى منها، ولذلك لا يقوى على اللحاق بها..
ربما..
لا بداية للجنون كي أبدأ.. ولا نهاية له كي أختم..