5.19.2011

حداد

أعلنت الحدادعلى جميع من ماتوا منذ بداية العام..

على من أحرقوا أنفسهم يأسا فأشعلوا أمة بالأمل..

على من قُتلوا من أجل الثورة ضد أنظمة أكل عليها الدهر..

و على من ماتوا أيضاً دفاعاً عن الأنظمة ذاتها..

قد يرى البعض في مساواتي للطرفين معاداةً للثورة و الحرية و ربما حنيناً للنظام السابق..

لكم حرية التفكير و التفسير و لي حرية مساواة الجميع أمام الموت..

أعلنت الحداد على من ماتوا ضحايا زلزال أو تسونامي أو انهيار ثلجي..

و على من نجوا ليموتوا جراء إشعاع نووي..

و من نجوا من كل ما سبق ليموتوا بسكتة قلبية..

أعلنت الحداد على أطفال ماتت تسمماً..

و أمهات ماتت أثناء الولادة..

و أطفال ماتت قبل أن تولد..

في يومنا هذا ما زال هناك أناس يموتون من عضة برغشة أو تسمم غذائي في حين نزرع روايا اصطناعية في بلدان أخرى..

أعلنت الحداد على من يموتون منذ سنين من الجوع..

في حين يموت آخرون من السمنة..

و آخرون يموتون حرقاً لأنهم يطالبون بتنحي رئيس لم يربح الإنتخابات..

أعلنت الحداد على أولئك الذين يموتون في اعتداءات انتحارية يومياً..

أعلنت الحداد لأننا اعتدنا على موتهم..

يومياً..نعدّهم بالعشرات..

ثم ننهي نهارنا بحصيلة قتلى اليوم..

و تمر الحصيلة كما تمر نشرة الطقس في نهاية النشرة..

مرور الكرام..

أعلنت الحداد على أولئك الذين لا يساوي مئة قتيل منهم قتيلاً واحداً من الطرف الآخر..

بحكم موقعهم من الفاصل..

و على أولئك الذين قرر البعض تناسيهم لأن قضيتهم تخضع لأجندة أجنبية..

و كأن المهزلة التي نعيشها اليوم هي سيادة مستقلة..

أعلنت الحداد على أولئك الذين تقولون أنهم "يستحقون الموت"..

و الموت يَستحق و لا يُستحق..